بيان الغدير
الارض تتوقف عن الدوران والشمس تشع بضيائها و السماء تفتح ابوابها
وتتأهب الملائكة لحدث عظيم , جبريل يتهيأ للتوجه بأعظم الرسائل الى الرسول ...
نعم لقد صدرت اوامر السماء ..
انها خاتمة الرسالة .
انها الاساس لديمومة دولة العدل الالهي .......
لحظات ويهبط جبرئيل بالامر العظيـــــم
امر تردد في ابلاغه الرسول وما تردد في ذلك ابـــــــــــــــداً
يَا أَيُّهَا الرَّسُولُ بَلِّغْ مَا أُنزِلَ إِلَيْكَ مِنْ رَبِّكَ
وَإِنْ لَمْ تَفْعَلْ فَمَا بَلَّغْتَ رِسَالَتَهُ وَاللَّهُ يَعْصِمُكَ مِنْ
النَّاسِ إِنَّ اللَّهَ لا يَهْدِي الْقَوْمَ الْكَافِرِينَ
فما هو الامر الذي إن لم يبلّغه الرسول فما كان للرسالة من وجود ؟!
ماهو الامر الذي يجعل من السماء تتشدد في امر تبليغه ؟!!!
ولماذا في آخر حجة للرسول ؟
ولماذا في وسط الصحراء وقبل ان يصلوا المدينة ؟؟؟
نعم فما كان من الرسول العظيم الا ان ازاح خوفه من عصيان الناس جانباً
, وتوكل على الله , وآمن ان لا امل في القوم الكافرين , ممن يضمرون كفرهم برسالته
ويتربصون في الانقضاض على الملك من بعد وفاته .
فأوقف الجمع العظيم واعلن عن السبيل الى الله ..........
وَيَوْمَ يَعَضُّ الظَّالِمُ عَلَى يَدَيْهِ يَقُولُ يَا
لَيْتَنِي اتَّخَذْتُ مَعَ الرَّسُولِ سَبِيلاً
ذلك السبيل الذي زاغ عنه المنافقون بعد ان بينه الله ورسوله لهم فقال
تعالى
قُلْ لا أَسْأَلُكُمْ عَلَيْهِ أَجْراً إِلاَّ الْمَوَدَّةَ فِي
الْقُرْبَى
وقال ايضاً
قُلْ مَا أَسْأَلُكُمْ عَلَيْهِ مِنْ أَجْرٍ إِلاَّ مَنْ شَاءَ أَنْ
يَتَّخِذَ إِلَى رَبِّهِ سَبِيلاً
هذا هو بيان الله في ثلاث آيات ان جمعتها وصلت الى معرفة البلاغ
فهذا هو امر الله البالغ ...
فأين من امر الله تفرون ؟!!!
وهل الى حديث بعد هذا تطلبون , بعدما بين لكم وامركم باتخاذ سبيل الله
وسبيل رسوله وهم ذوي القربى وجعل مودتهم قرين رسالته وهذا يعني ان لا رسالة بغير
طاعتهم واتباعهم والائتمام بهم .
ورغم هذا ارادت السماء ان تزيح كل حجج المنافقين جانباً , واصدرت
اوامرها للرسول بالاعلان والبيان .
فاعلن للناس ذاك البيان العظيم ((من كنت مولاه فهذا علي مولاه
, اللهم والِ من والاه ,وعادِ من عاداه ))
وهنا يزعم المنافقون ان الرسول انما اراد ان يقول من كنت حبيبه فهذا
علي حبيبه !!!!!
واي نفاق اغبى من هذا النفاق ..
فالسماء تدخل في انذار والارض تنتظر هبوط عظيم الملائكة , والرسالة
ليست برسالة دون اعلان هذا الامر , وتصنيف من لم يقر بهذا الامر بأنه كفر صريح
بتعيين مباشر من عند الله .
ومن ثم نقول ان الامر ما كان الا لبيان وجوب حب علي عليه السلام !!!
وحتى لو تنزلنا في قبول ذلك وهو غير ذلك قطعاً , فلماذا يقرن الرسول
هذا الحب بقوله (( الست اولى بالمؤمنين من انفسهم , ثم يقول هذا وليكم من بعدي ))
فماهي ولاية الرسول بأنفس المؤمنين ؟؟؟؟
اليس ولاية الامر والنهي ؟؟؟
اليست الخلافة الالهية ؟؟؟
اليست الامامة التي جعلها الله في ابراهيم ومن ذريته الذين لم يشوب
ايمانهم بظلم ؟؟؟
ثم ان كانت المحبة كما يزعمون , فلماذا تكون من بعد الرسول , ولماذا
يقال لعلي وهم له يبايعون بخ بخ لك ياعلي اصبحت مولى كل مؤمن ومؤمنة .
فهل اعلان المحبة يحتاج لكل هذا ؟؟؟
رغم ان الرسول كان قد اعلن الف مرة ومرة عن وجوب محبة علي ولم يكن
بهذه الصيغة ولم يكن بإصدار بيان واعلان امر وتبليغ جبرائيلي صريح , ولم تكن
لتحتاج لايقاف الامة على هذا الامر واخذ البيعة منهم فهل في المحبة بيعة ؟؟؟
واشهر ما اعلنه النبي في بيان محبة علي ابن ابي طالب هو بيان يوم خيبر
يوم فر المنافقون من الزحف والجهاد في سبيل الله فقال رسول الله صل الله عليه وآله
وسلم : لأعطين غداً الراية لرجل يفتح الله على يديه يحب الله ورسوله ويحبه الله
ورسوله (1)
وهو القائل : من احب علياً فقد احبني ومن احبني فقد احب الله , ومن
ابغض علياً فقد ابغضني ومن ابغضني فقد ابغض الله (2)
وهو القائل : عنوان صحيفة المؤمن حب علي ابن ابي طالب (3)
والكثير الكثير مما قاله الرسول العظيم في حب علي ابن ابي طالب
ولكن ليس بهذه الصورة التي حدثت في غدير خم
وليس بهذا البيان العظيم
ثم هل الامر يحتاج الى صياغة مبهمة في تسمية المحبة بالولاية من بعد
ان بينا انه صرح بوجوب المحبة بصريحها الواضح غير المبهم وفي عدت اماكن واحداث
تاريخية
فمالكم كيف تحكمون
ولماذا من عظيم امر الله تفرون
انظروا الى حال الاسلام والمسلمين
فمنذ ذلك اليوم الذي سرقت فيه الخلافة على يد شيطان اليهود (عمر ابن
الحطاب ) الذي نصب ابن ابي قحافة بأنقلاب على السماء وعلى امر السماء وعلى تبليغ
السماء , منذ ذلك اليوم الذي انتظرته اليهود لسحق رسالة الرسول العظيم , كما فعلوا
قبل ذلك بعيسى وحواريو عيسى
فعلوا بعلي وآل علي ما ارادوه حين يئسوا من الوقوف بوجه الرسالة
فخططوا لسرقتها على يدي اعتى شيطان واشقى شقي على وجه الارض , ذلك الشقي الذي دسوه
في دين الاسلام فكان سيد المنافقين واول المبتدعين
وهو المؤسس للقتل الذي يجري بأسم الله يوم هاجم البلدان باسم الفتح
ووضع السيف في رقاب الناس فشوه دين محمد وشوه رسالة السماء ودس آلاف الروايات
الزائفة والتي جعلت الناس اشتاتا
فاصبحوا الى اليوم يذبحون بعضهم بعضاً وهم يكبرون على جثث الضحايا ,
يذبحون بعضهم البعض ويصرخون بلا اله الا الله وهم لايعرفون الله !!
نعم صدق الله حين قال ان لم تبلغ فكأنما لم تبلغ رسالة السماء .
فهاهي الامة التي تخلت عن التمسك بما بلغ الرسول العظيم . هاهي تذبح
من الوريد الى الوريد بأيدي القوم الكافرين من طواغيت الارض بمختلف مسمياتهم
وبمختلف تصانيفهم وان اختلفوا بين من يجاهر بكفره (امريكا واسرائيل ) ومن يسر ذلك
(صداميين وآل سعود , واتباع بقية الطواغيت من قذافيهم و مباركهم وغيرهم ممن لايسع
ذكرهم )....
نعم هذا هو حال الامة التي تخلت عن ربها وما امرها به من اتباع السبيل
واتخاذ علياً مع الرسول سبيلا , سبيلاً يرشدنا الى الله ...
سبيلاً يقودنا الى السعاده ...
سبيلاً يوحدنا في معرفة رسالات ربنا ....
سبيلاً يجعلنا أئمة ويجعلنا الوارثون ....
اللهم انا نشهدك انا قد تبلغنا بما بلغ رسولك
اللهم فأشهد اننا على عهدك باقون وثابتون بتوفيق منك
اللهم فثبتنا على ما بلغتنا به
اللهم فلك الحمد يارب العالمين
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
1- أخرجه الشيخان أيضاً عن سهل بن
سعد، والطبراني عن ابن عمر، وابن أبي ليلى وعمران بن حصين، والبزاز، عن ابن عباس
2- أخرجه الطبراني بسند حسن، عن أم
سلمة،
3- أخرجه الخطيب عن أنس