الخميس، 13 أكتوبر 2016

الطربوش العثماني وولاية الموصل

وصل التصعيد التركي العراقي الى مراحل خطيرة بعد التصريحات غير الاخلاقية من قبل الرئيس التركي والتي تعدى فيها على هيبة وسيادة العراق مما يثير الشكوك حول الدوافع التركية أزاء هذا التصعيد ويمكن تفسيرها بعدة احتمالات نختصرها في النقاط التالية:
الاحتمال الاول أن حكومة الاخوان ممثلة بحزب العدالة والتنمية بقيادة اردوغان تسعى الى توريط الجيش التركي وقياداته العسكرية في حروب خارجية كي تملك الوقت الكافي لتصفية تلك القيادات وذلك من خلال اشغاله بتلك المعارك وهذا بات واضحاً بعد محاولة الانقلاب المزعومة.
الاحتمال الثاني أن تركيا باتت تشعر بفقدانها لكل بيادقها الداعشية في المنطقة وآخرها في محافظة نينوى فتعمل على التصعيد العسكري لعرقلة العملية العسكرية ضد داعش حالياً حتى تعيد ترتيب اوراقها ولأجل أن تهيء البديل الذي يضمن لها مصالحها ونفوذها كما حصل في سوريا فيما يتعلق بعملياتها في جرابلس السورية.
الاحتمال الثالث وهو من الاحتمالات القوية اذ اننا لو راجعنا المواقف التركية وتغيرها ازاء روسيا واعاد ترميم علاقاتها مع الروس جاء بعد تدهور العلاقات مع الولايات المتحدة الامريكية نتيجة دعم الاخيرة للقوات الكردية (وحدات حماية الشعب الكردي في سوريا) وهذا يعني أن الاتراك لا يريدون أن تكون من نتائج عملية تحرير الموصل حدوث تواصل بين الاكراد واستقرار وترسيخ تواجدهم في المنطقة وخاصة حزب العمال الكردستاني لان في ذلك تهديد للأمن القومي التركي خاصة وانها تخوض حرباً منذ امد طويل ضد قوات حزب العمال الكردستاني والتي لها قواعد في شمال العراق وشمال شرق سوريا.
الاحتمال الرابع وهو جاء كنتيجة للاحتمال الثالث اذ ان تركيا بناء على ما تسعى اليه من تأمين نفوذها تعمل على تأسيس اقليم سني موالي للطربوش العثماني لضمان الحاقه بتركيا في حال تقسيم العراق في المستقل وهو ما صرح به احد المحللين السياسيين الاتراك المحسوبين على حزب العدالة والتنمية الحاكم والذي قال في احد المقابلات التلفزيونية أن من حق تركيا في حال تقسم العراق ان تذهب الى الامم المتحدة للمطالبة بتحديد المصير لأهل الموصل بخصوص التحاقهم بتركيا ومن هذا المنطلق تعمل على تصعيد الحرب الكلامية وتلعب على الوتر الطائفي للدفع بقيام اقليم سني انطلاقاً من هذا التأجيج الطائفي لعملية تحرير الموصل.
بناء على ما تقدم نرى
ضرورة الالتفات الى تفويت الفرصة على اردوغان والحكومة التركية من خلال منع الشحن الطائفي عبر ايقاف التصريحات من قبل قيادات الحشد الشعبي وترك الامر للحكومة. كما إن عدم مشاركة الحشد الشعبي في المعارك الرئيسية وترك الامر لقوات مكافحة الارهاب والجيش العراقي والشرطة الاتحادية والتي اثبتت ولائها للعراق وكفاءتها في خوض المعارك مع بقاء قوات الحشد كاحتياط استراتيجي للدعم والاسناد سيقتل الحجج التي يتبجح بها اردوغان في التخويف من نتائج معركة تحرير الموصل. مع ضرورة جعل معركة الموصل معركة دولية بمشاركة قوات التحالف الدولي عبر قواته الجوية من اجل دعم العراق في أي تطور محتمل مع التواجد العسكري التركي.
بالاضافة الى ماسبق لابد من الالتفات الى تشكيل حكومة الموصل المحلية وتعيين محافظ لها باستخدام الطرق الدستورية والقانونية قبل بدء المعارك لتتولى مهام الحكومة المحلية هناك بعد عمليات التحرير ، وان عجزوا عن ذلك لابد من تعيين قائد عسكري للمحافظة مضمون الولاء للعراق الواحد ومقبول من جميع اطياف اهالي الموصل واعلان حالة الطوارئ في المحافظة حتى تنظيم عملية اختيار حكومة محلية في المحافظة .

الثلاثاء، 16 أغسطس 2016

الالحاد المزروع

الإلحاد المزروع
 
على ما يبدو أن الدوائر المخابراتية السوداء قد قرأت الساحة الاسلامية جيداً وبدات تلمس الرفض المطلق لداعش وافكار داعش مما يجعل من هذه الحركة ضعيفة وغير قادرة على تجنيد المزيد من الانصار.. كما وأنهم يحاولون حصاد ما زرعوه من تلك التيارات التي بذروها في جسد الأمة والتي كانت بيئتها تحتمل انبات تلك البذور فيها ، لتولد تلك الحركات ابتداءاً من الوهابية وانتهاءً بداعش مروراً بالقاعدة فكانوا خير الابناء لتلك الدوائر السوداوية.
لذا نجدهم اليوم يطلقون العنان للتيار الالحادي بكل ما اوتو من قوة ومن رباط الجهلة.
وهم بذلك يحققون أمرين الأول تحقيق موطئ قدم الحادية في الخارطة الاسلامية، وبذلك لن تضيع جهودهم سدى مما صنعوه من داعش وغيرها وفي ذات الوقت يدفعون من خلال ذلك الى تحقيق الأمر الثاني المتمثل في اعادة بث روح الحياة بتلك الحركات التي باتت تلفظ انفاسها الأخيرة فيبعثوا داعش من جديد بشكل ولون جديد كرد فعل انتقامي لما يقوم به الملحدون من تعدي على الذات الالهية وسط جهل عميق وتفكير سطحي وهكذا يخلقون الدوافع للشباب المدفوع بالعاطفة الاسلامية والشعور بالالتزام تجاه دينه ومقدساته لكي يجندوا انفسهم في حروب تدميرية مما يديم ماكينة الخراب والفوضى في بلاد المسلمين .

الخميس، 30 يونيو 2016

تركيا واعادة صياغة تحالفاتها

يعتقد الكثيرين أن الضغوط الاقتصادية هي التي تقف وراء التغيير الكبير والمفاجئ في السياسات الخارجية التركية في الوقت الذي نجد فيه أن تلك الضغوط كانت قد بدئت نتائجها تظهر ومنذا زمن ليس بالقريب ولم تتغير في حينها تلك السياسات التي تعتمدها الحكومة التركية في ادارة علاقاتها في منطقة الشرق الأوسط .
أن التحركات التركية الأخيرة في اعادة العلاقات مع اسرائيل والاعتذار من روسيا انما جاء نتيجة ادراكها المتأخر لخطورة التطور في الاحداث الجارية في شمال شرق سوريا وتقدم قوات سوريا الديمقراطية وبعد أن باتت تلوح في الافق احتمالية ولادة فيدرالية كردية مما يسبب زيادة في تهديد الأمن التركي، خاصة وهي تخوض حرب لا هوادة فيها ضد حزب العمال الكردستاني على اراضيها . 
لذا فهي تعمل على اعادة ترتيب تحالفاتها من بعد أن وجدت الأمريكيين غير مبالين بهذا التمدد الكردي بل وداعمين له بالمال والسلاح. 
في الوقت الذي تقف فيه روسيا في الجانب الآخر مع بشار الأسد وحلفائه وبحضور قوي قادر على صناعة المتغيرات على الأرض. 
ومن غير المستبعد أن تكون المخابرات التركية يسرت بشكل غير مباشر عملية مطار اتاتورك لكي تخلق لها مبرر مقبول لتعديل مواقفها من الحرب في سوريا والتعجيل بسحق تنظيم داعش وباقي التنظيمات. 
في ذات الوقت ترى أن اعادة بناء العلاقات مع اسرائيل يمكنها من قطع الطريق على التنظيمات الكردية وخاصة تلك التي تحكم شمال العراق من الاستفادة من الدعم الاسرائيلي لها في اقامة الدولة الكردية التي تحلم بها الشعوب الكردية.