الخميس، 30 يونيو 2016

تركيا واعادة صياغة تحالفاتها

يعتقد الكثيرين أن الضغوط الاقتصادية هي التي تقف وراء التغيير الكبير والمفاجئ في السياسات الخارجية التركية في الوقت الذي نجد فيه أن تلك الضغوط كانت قد بدئت نتائجها تظهر ومنذا زمن ليس بالقريب ولم تتغير في حينها تلك السياسات التي تعتمدها الحكومة التركية في ادارة علاقاتها في منطقة الشرق الأوسط .
أن التحركات التركية الأخيرة في اعادة العلاقات مع اسرائيل والاعتذار من روسيا انما جاء نتيجة ادراكها المتأخر لخطورة التطور في الاحداث الجارية في شمال شرق سوريا وتقدم قوات سوريا الديمقراطية وبعد أن باتت تلوح في الافق احتمالية ولادة فيدرالية كردية مما يسبب زيادة في تهديد الأمن التركي، خاصة وهي تخوض حرب لا هوادة فيها ضد حزب العمال الكردستاني على اراضيها . 
لذا فهي تعمل على اعادة ترتيب تحالفاتها من بعد أن وجدت الأمريكيين غير مبالين بهذا التمدد الكردي بل وداعمين له بالمال والسلاح. 
في الوقت الذي تقف فيه روسيا في الجانب الآخر مع بشار الأسد وحلفائه وبحضور قوي قادر على صناعة المتغيرات على الأرض. 
ومن غير المستبعد أن تكون المخابرات التركية يسرت بشكل غير مباشر عملية مطار اتاتورك لكي تخلق لها مبرر مقبول لتعديل مواقفها من الحرب في سوريا والتعجيل بسحق تنظيم داعش وباقي التنظيمات. 
في ذات الوقت ترى أن اعادة بناء العلاقات مع اسرائيل يمكنها من قطع الطريق على التنظيمات الكردية وخاصة تلك التي تحكم شمال العراق من الاستفادة من الدعم الاسرائيلي لها في اقامة الدولة الكردية التي تحلم بها الشعوب الكردية.