السبت، 14 مايو 2011

من مجلس التعاون الخليحي الى مجلس التآمر الملكي .....رحلة الى الجحيم

لقد تفاجئ العالم والمنطقة العربية بالذات بما خرجت  به قمة مجلس التعاون الخليجي الاخيرة من طرح غريب لم يهضمه العقلاء من محللين وسياسيين ومفكرين فيما حاول البعض الاخر من فئة المرتزقة والمتملقين ووعاظ السلاطين ومن الجهلة الذين ينعقون وراء كل ناعق بلا علم أو فهم , حاولوا أن يصوروا هذا الاعلان المتمثل بقبول طلب كل من الاردن والمغرب بالانضمام الى المجلس على انه يمثل نقلة نوعية وفكرة واعية وقفزة كبرى في الفكر والعمل السياسي وانها تقدم خدمة كبيرة الى شعوب المنطقة وما الى ذلك من خزعبلات .
وقبل ان نناقش مدى ما يمكن ان تقدمه هاتان الدولتان للمنطقة الخليجية نود ان نلقي نظرة على ماهية العوامل المشتركة بين كل من المغرب والاردن من جهة ودول مجلس التعاون من جهة اخرى .
فما هو الداعي للطلب من المغرب الانضمام وهي تبعد الاف الكيلومترات عن الخليج فلا الجغرافية تشفع لهم في ذلك ولا الامتدادات التاريخية القريبة يشفع لهم ولا حتى الارث الاستعماري , فالمغرب ذو الثقافة العربية المفرنسة بل اصبح ذو ثقافة فرنسية وبنسب تخصيب عالية , لا يلتقي بأي شكل من الاشكال مع دول الخليج ولا الواقع السياسي للمغرب يستطيع ان يضيف الى الواقع الخليجي ما يطوره نحو الافضل, ثم هل المغرب هو من يستطيع ان يطور هذا الواقع ؟ فأين ذهبت مصر العروبة بثقلها العظيم والعائد اليها بعد تحررها من امريكا الغاشمة واسرائيل اللقيطة يوم خلعت عنها الحاكم العسكري والفرعون الاكبر حسني مبارك الموسوم بالعمالة والفساد .
ولو تركنا المغرب وتوجهنا الى الاردن فهنا يتبادر الى اذهاننا نفس السؤال , لماذا الاردن ؟؟! لماذا الاردن من دون بقية الدول وما الذي يمكن ان يقدمه الاردن الفقير اقتصادياً والضعيف عسكرياً , أما سياسياً فليس الاردن اكثر عمالة وانبطاحاً لامريكا واسرائيل من اعراب الخليج , اللهم سوى انه اشهر عبوديته لاسرائيل من خلال اتفاقية وادي عربة , وهذا ما يفعله اعراب الخليج من خلال اجهزتهم الدبلوماسية والاعلامية فضلاً عن المخابراتية التي تعمل ليلاً ونهاراً لمحاربة الدول والمنظمات المقاومة لاسرائيل وامريكا في العالم العربي والاسلامي وبلا خجل ولاحياء وكما هو معهود من الغواني .
اذن لماذا الاردن ؟؟ لو قلنا انهم لا يريدون ان يتقووا به بل يريدون تطويره وانقاذه من ازماته الاقتصادية والتي لولا تفضل الشعب العراقي منذ عهد الطاغية المقبور وحتى هذا العهد الديمقراطي المترهل والمريض والذي يعمل الشعب على علاجه حتى لو تطلب الامر قطع الاجزاء المريضة أو كيها , نعم لولا تفضل هذا الشعب الكريم بتزويد الاردن بالبترول وبسعر شبه مجاني لكان الشعب الاردني الان في مهب الريح , فأين حكام الخليج منذ ذلك الحين والى اليوم  !!!؟
واذا كانوا يبحثون عن تطوير الواقع العربي كما يدعون فلماذا لايمدوا اليد الى اليمن القريب منهم جغرافياً وهو اصل وجودهم واصل عروبتهم وهو منبع تراثهم وهم اليوم يرمون بكل ثقلهم من اجل حل ازمة هذا البلد كما هو في ظاهر الامر , ولماذا لا يجعلوا ضم اليمن الى المجلس ومساعدته اقتصادياً كجزء من حل ازمة هذا البلد المعتقة منذ عشرات السنين وهم يديرون عنه الوجه بل يحاولون ان يثخنوا من جراحه كلما أتتهم الفرصة الى ذلك !!
فما هو العامل المشترك الذي يجمع بين مجلس التآمر الخليجي ودولتين عربيتين وحيدتين واحدة من المشرق وأخرى من اقاصي حدود العرب الغربية ؟؟
نعم انه نظام الحكم الدكتاتوري الملكي الاستبدادي القاهر لشعوبه , الظالم لامته , العاصي لربه , الحارق لقرآنه .........
نعم , ملوك وأمراء طغاة وليسوا برعاة نصبهم المحتل البريطاني والفرنسي بعد ان سجدوا له مقرين بعبوديتهم المطلقة لهذا المحتل ومعلنين ارتدادهم عن دين امتهم ومتنكرين لاوطانهم وبلا وازع من خجل او خوف .
ولكن وعلى ما يبدوا ان اليوم غير الامس فما ان شعروا بأن نهايتهم باتت قريبة وان الشعوب عادت الى وعيها وصحت من غفوتها الطويلة وعصت نفسها الامارة بالسوء وعرفت ربها وفهمت قرآنها , فلا طاعة لمخلوق في معصية الخالق وما امر الله ابداً بطاعة مخلوق وفيه معصية له فهذا من العبث الذي ينفي عنه الألوهية وقد تعالى الله عن ذلك علواً كبيرا .
نعم لقد دب الذعر في قلوبهم وهذا دليل ترنحهم وهم يلفضون الانفاس الاخيرة فوجدوا ان يمدوا بأيديهم الى من يماثلهم في طريقة الاستبداد والتكبر على العباد لابل ان بعضهم لسان حاله يقول انا ربكم فاعبدون كما هو حال مغتصبي ارض نجد والحجاز والذين يسمون ملايين الناس باسمهم وهي الدولة الرجعية الوحيدة في العالم التي تسمي نفسها بأسماء مغتصبيها !!
ولكن لن ينفعهم هذا العون وهذا الانضمام وان تم لهم ذلك بل انهم يزيدون من توضيح حقيقتهم حيث اصبح هذا التجمع مجلساً للتآمر الملكي على الشعوب المستعبدة والتي بدأت تنتفض مطالبة بحريتها المسلوبة . فلابد ان تنجلي اليالي الحالكة السواد وان الصبح لقريب . وان الصبح لقريب .




هناك تعليق واحد:

  1. فل يفعلو ما يفعلو فأنهم الى زوال قريب

    ردحذف