السبت، 14 نوفمبر 2015

واشنطن تجمّل هزيمتها بإحراق بيروت وباريس



منذ انطلاق الهجوم الروسي على داعش وبالشكل الذي فاجئ العالم بقوته وسرعته مما وضع الأمريكيين في موقف لا يحسدون عليه، بات التخبط الأمريكي واضحاً في كيفية تعاملهم مع المعادلة الجديدة في الشرق الأوسط، فكانت الزيارات المكوكية لقادتهم السياسيين والعسكريين الى دول الشرق الاوسط وخاصة تلك التي تدور في الفلك الامريكي في محاولة للالتفاف على القرار الروسي بالدخول المباشر في الحرب، مرة من خلال الترغيب والتلويح بفتح خزائن الخليج امام روسيا واخرى بالترهيب عبر استخدام القوى الارهابية في ضرب المصالح الروسية هنا وهناك ولكن دون فائدة تذكر في تغيير قرار الدب الروسي .

وهنا وكما هو معروف عن الديمقراطيين، فهم دوماً يفكرون بعقلانية اكثر ويعملون على حياكة خيوط اللعبة بدهاء سياسي مع تركيزهم على العمل المخابراتي لدعم قراراتهم السياسية اكثر من اعتمادهم على القوة العسكرية المباشرة كما هو حال الجمهوريين، وعلى ما يبدوا أن صناع القرار في البيت الابيض قد وصلوا الى نتيجة لا مفر منها، وهي أن مشروعهم في الشرق الاوسط قد كتب له الفشل الحتمي، فلم يعد امامهم سوى الاقرار بذلك .

ولكن.. كيف يكون ذلك مع حفظ ماء الوجه.. وكيف يكون ذلك دون أن يسجل العالم الانتصار للقوة الروسية الصاعدة في اطار تنافس القوى العالمي ؟؟

يبدوا أن الامريكيين قد وجدوا الحل واختاروا التوقيت الملائم ليستبقوا اجتماع فينا حول اوضاع سوريا بتفجيرات بيروت وباريس .. فالأول نجده استهدف حزب الله وهو الحليف الاقرب لسوريا وايران والذي بات يشكل عنصراً قوياً في التحالف الشرقي الذي يخوض الحرب على داعش والقوى الارهابية .. بينما جاء الثاني ليستهدف باريس التي تمثل الاخت الصغرى لواشنطن فيما تدعيه من حربها على الارهاب في الشرق الأوسط لتظهر في النهاية ان الحرب تستهدف الجميع وتبرر بذلك قبولها بقرارات فينا التي جاءت لتؤكد تحالف العالم واتحاده في القضاء على داعش وأخواتها والعمل على وقف اطلاق النار بين بقية الجهات المتصارعة في سوريا واطلاق مشروع سياسي مقبول للجميع دون التعرض بالهجوم على سياسات الحكومة السورية أو اتهام حزب الله بالارهاب والذي ما فتئ الامريكيين ومن ورائهم اسرائيل بالتطبيل له في المحافل الدولية.

من جانب آخر فهي تحاول خطف الانتصار الروسي القادم لامحالة على داعش من خلال زج الفرنسيين بقوة في الحرب على هذا التنظيم الارهابي للتعجيل بانهاء هذا المشروع الذي بدئوه. ولتكن تلك النهاية على أيديهم دون السماح للروس بالانفراد في تسجيل هذا الانتصار باسم روسيا بوتين .. ولتنطلق بعد ساعات قليلة الطائرات الامريكية لصيد قيادات داعش في ليبيا وتوسيع جبهة الحرب على هذا التنظيم وكذلك للتعجيل بطي هذه الصفحة الفاشلة في تاريخ المشاريع الأمريكية في الشرق الأوسط. مغلفةً قبولها بحتمية الانتصار الروسي والمتحالفين معه بغلاف جميل وبراق وبصناعة امريكية متقنة راح ضحيتها ثلة من الابرياء في بيروت وباريس.

هناك تعليق واحد: