الخميس، 19 يناير 2012

نساء في قلب المعركة


نساء في قلب المعركة
                                                                    
اشهر طويلة هي تلك التي تقضيها رياحين الارض في الاعداد لمعركة الخلود , معركة نثر الله عليها فيض مديحه .
فقدسها في قرآنه, ومجدها في انجيله, وطهرها في توراته, واثنى عليها في زبوره وسبغها بملكوت قدسه وأنوار آلائه...
اشهر تتلو أخرى بأيامها ولياليها, بساعاتها ودقائقها , وبكل لحظة من لحظاتها تتقلب فيها النساء على لضى عذاب لذيذ وهي تنتظر ساعة الصفر المقدسة . ساعة النصر والشهادة, يوم تقطف اقمار السماء بأيديها وتعانق شموس الكون وترتمي في احضان ساحة العهد وحظيرة القدس .....
وهاقد حلت ساعة الدخول الى غمار معركة السعادة, فينقل الرجال نسائهم الى جبهات القتال, ويزجون بهن الى احشائها, في الوقت الذي يتخلفون عنهن في ماوراء الحدود , بعيدين عن اهوالها ولايرون لهيب شظاها, ليأخذو على عاتقهم تقديم الدعم والاسناد وهو معجون بعرق الحب الطاهر, الذي تراه بكل الوان الطيف, وتسمعه وهو يدغدغ الاذان منشداً ترانيم العاشقين , وهم ينتظرون الاستماع الى اخبار الانتصار وهي ترد اليهم من داخل ساحات عرس المنايا , يقفون حيث أرجلهم تابى الركود على الارائك, وعيونهم تمزق جدار الرؤيا, فتنظر بخوف مرة وبرجاء مرة اخرى , وهي تنسل في احشاء السماء تترقب الاستماع لبشارات الملائكة...........
وفي تلك اللحظات تتوارد الاخبار الى مسامع المنتظرين عن مايجري فيما وراء الستار , بعضهن دخلن في معارك السلاح الايبض , والبعض الاخر بحاجة الى التعزيز بالدماء , وتتعالى اصوات الاخريات نتيجة لشدة هول المعركة , تلك التي تخوضها النساء وتقودها النساء وتديرها النساء.
وبين تقاسيم الزمن , يخرجن الواحدة تلو الاخرى , وهنّ متوجات بتيجان النصر المطهر , ويحملن الغنائم بين ايديهن , والابتسامة تملئ وجوههن القمرية المتلألئة فرحاً وشوقاً لرؤية ما يرسمه هذا النصر في وجوه أزواجهن وشركائهن في صنع الحياة, يخرجن وقد أحاطت بهن ملائكة الرحمة , فيستقبلهن الرجال مستبشرين فرحين , ليأخذوا لهنّ تحية وسلاماً عسكرياً بطبعهم قبلة على الجبين , قبلة شكرًٍ على تسجيل هذا الانجاز العظيم , قبلةً تعيد اليهنّ كامل قواهن التي فقدنها في ساحة الحرب, قبلة تملئ أجسادهنّ دماً نقياً يبث فيهنّ روح الاصرار لخوض المعركة مرة اخرى , من أجل تسجيل نصر جديد , والفوز بغنائم اخرى تملئ حياتهم فرحاً وسرورا فيأخذوا منهنّ تلك اليواقيت الحمراء وهي ملفوفة بحريرٍ جنائني ويفوح منها عبق الياسمين وكأنهم في صباحٍ فردوسيٍ منفلق , لينطلقوا معاً في خوض غمار معركة من اجل البقاء والبناء , معركة تدور رحاها حتى آخر انفاسهم لبناء مجد الانسان , ولاعمار الارض واصلاحها , وديمومة الحياة, وتهذيب النفس , وتطهير الوجود بجسديته وروحيته , لولوج اعلى درجات الكمال .
فشكراً لكنّ ايتها المقاتلات البواسل.........
شكراً لكنّ يامن شرفكن الله بجعلكن مصانع للانسانية ..
شكراً لكل قطرة دمٍ نزفت وهي تصنع عطراً يملئ أنفاس الكون نسيماً عذباً..
شكراً لكل أمٍ أنجبت رجالاً صادقين , ولكل أمٍ أنجبت نساء خيراتٍ حسان ....
شكراً لكي يا أمي , شكراً لكي يا زوجتي , شكراً لكي يا اختي , وشكراً لكي يا ابنتي
فانتن جواهر تتفجر عن جواهر , ورياحين تزهر الرياحين , وأنتنَ جنائن الدنيا وفردوسها المنشود ..........

هناك 4 تعليقات:

  1. شكرا كلمه قليه بحق امي
    شكرا كلمه لاتفي بمافعلته لنا وقد افنت شبابها وطكرست حياتها بين العمل وبين تربيتنا
    شكرا لااعتقد تفيها حقها
    شكرا ساقولها مدى عمري ولن اوفي لها جزء ولو بسيط من وفائها لنا ونحن عائله كبيره لايحتمل رجل صلب حمل هذه العائله
    ولكن ساقول اني احبك ياامي

    ردحذف
  2. الشكر والحب بل اروح والجسد كلها تذوب وتتشرب في احضان امي

    شكراً لمرورك الذي اسعدني

    ردحذف
  3. تسلم وتسلم كل ام وكل أخت وكل بنت

    ردحذف
  4. الله يسلمك اخي الغالي ابو حسن واسئل الله ان يدين لنا امهاتنا واخواتنا وزوجاتنا بألف خير يارب

    ردحذف