الاثنين، 22 نوفمبر 2010

علي المنصب من الله المنتخب من الشعب

لا اريد ان اكتب كما كتب السابقون ولا اريد ان استند الا كتب الحديث التي لو استندت لها لما احتجت الى غيرها في اثبات التنصيب الالهي لعلي ابن ابي طالب إماماً للناس من بعد الرسول ولا اريد ان احتج بكتاب الله الذي لا يمكن ان يأتيه الباطل من بين يديه ولا من خلفه .
  بل اني لن احتج الا بالمنطق , نعم فالكل يعلم ان الامة انقسمت الى قسمين من بعد رسول الله (ص) قسم يقول بعدم وجود تنصيب الهي وان الحكم يكون بالشورى وقسم يقول بالتنصيب لانه اكثر حكمة وان الله حكيم ولهم ادلتهم لاثبات ذلك لا يمكن لاحد ان ينكرها .
ولكني اريد هنا ان اتنزل عن الية التنصيب واقبل بالشورى , ولكن هل الشورى التي نصب بها ابي بكر خليفة للمسلمين , شورى السقيفة .
 فما هو الحق الذي يوجب اختزال الامة في مجموعة متنفذة تنتخب هذا او ذاك والله يقول على لسان نبيه لا فضل لاعجمي على عربي الا بالتقوى , وماهو الحق الذي بموجبه يقوم ابى بكر بتنصيب عمر خليفة للامة من بعده , اذن اين ذهبت الشورى التي الزموا انفسهم بها , فهل كان ابي بكر احكم من الله في اختيار طريقة التنصيب التي انكروها عندما كان الامر يتعلق بعلي ابن ابي طالب (ع) .
اذن التاريخ يؤكد انحراف ابي بكر بحجب حق الامة المسلمة في اختيار خليفتها على اساس الشورى وبطلان خلافة عمر لعدم انطباق الشورى عليها , وذات الامر ينطبق على عثمان الذي جاء اختياره من اصل مجموعة اوصى بها عمر, ولا ادري اين ذهبت شورى الامة التي سرقوا بها الخلافة من علي (ع) , لتستمر المؤامرة (( مؤامرة السقيفة )) الى ان وضعت اوزارها بمقتل عثمان الذي عاث في الارض فساداً بعدما اسس له ذلك اخوته في الدين (ابى بكر وعمر) وخاصة مبدأ التفضيل الذي ابتدعه عمر والذي ما انزل الله به من سلطان .
وهنا وصلت الامة الى مفترق طرق , اما ان تنتهي وتتلاشى لتكون احدى الحقب التاريخية التي مرت بالعرب , او ان تعود عن غيها وترجع الى وصية رسولها في امامة علي (ع) لينقذ ما يمكن انقاذه .
وبالفعل اتخذت الجماهير قرارها باختيار علي ابن ابي طالب في اول عملية انتخاب ديمقراطي حر وفي اول تطبيق عملي وموضوعي للشورى حيت توجهت جموع الامة الى بيت علي (ع) لمطالبته بالتصدي لامامة الناس واصلاح ما افسده المنافقون , وهكذا كان علي ابن ابي طالب الخليفة الشرعي الوحيد الذي كان منصّباً من قبل الله والشعب من بين كل الذين ولو امر هذه الامة ولو كان الامر كذلك من اوله لما افترقت الامة الى ثلاث وسبعين فرقة كلها في النار الا واحدة
نعم لقد كانت سرقة مؤلمة وظالمة لامة محمد , نعم فاننا لن نغفر ابدأً لمن ظلمنا , فالخلافة ليست حق علي وابناءه المعصومين فحسب بل هو حق الامة كلها , فلو لا تلك الجريمة لما كنا الان هكذا نقتل بعضنا بعضاً ونكفر بعضنا بعضاً واعدائنا ينهشون بجسدنا كلما اتتهم الفرصة الى ذلك , الا فلعنة الله على القوم الذين ظلموا امتك يا محمد من الاولين والاخرين. 

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق