الخميس، 18 نوفمبر 2010

زينب القلب النابض للثوره الحسينيه


زينب القلب النابض للثوره الحسينيه



منذ قرابة الإلف وأربعمائة عام مرت على واقعة الطف ولازالت هذه الواقعة العظيمة تدور رحاها في قلوب العاشقين السائرين على طريق النور المنبثق من هذه الأرض التي احتضنت هذه الأجساد الطاهرة
وكذلك في عقول المفكرين الذين مافتئوا يبحثون في دلالات هذه الواقعة وأسباب بقائها وتجددها على مر التاريخ وللإجابة عن هذه التساؤلات علينا أن نبحث في الأسباب التي دفعت الإمام الحسين عليه السلام إلى جلب النساء والأطفال معه في حركته الثورية للإصلاح .
هل لغرض إشباع المعركة بالصور العاطفية , أم أراد أن يلقي بكل الحجج على الفئة الضالة في الجانب الآخر من الصراع أم إن الغاية هيه معايشة أهل الكوفة على أساس أن الانقلاب الثوري ضد الظلم والطغيان الأموي سوف ينطلق من هناك
كل هذه الأسباب قد تكون صحيحة ولكن لا يمكن أن تكون كذلك إلا كناتج عرضي للغاية الحقيقية التي أرادها أبي عبد الله الحسين عليه السلام من وراء ذلك.
ولمعرفة ذلك علينا العودة إلى الشعار الذي رفعه الإمام الحسين من حركته , حيث قال عند تحركه من المدينة إنما ابغي الإصلاح في امة جدي رسول الله مع العلم إن الإمام كان يعلم انه سوف يتعرض للخيانة , وسوف يتعرض لأبشع جريمة قتل في التاريخ.
إذن كيف يتحقق الشعار الذي رفعه الإمام ؟
ومن متابعة الأحداث التي جرت أثناء وبعد المعركة نجد إن عملية الإصلاح قد بدأت تتحقق من خلال تواجد حرم رسول الله بقيادة عقيلة الطالبيين زينب بنت علي ابن أبي طالب عليهما السلام , حيث خاضت معركتها الخاصة لإدارة الصراع الإعلامي والسياسي والفكري الذي أعقب المعركة وعملت بذكاء منقطع النضير وشجاعة متفردة كانت قد ورثتها من أبيها أمير المؤمنين في استثمار كل الجرائم والاعتداءات التي يندى لها جبين الانسانية والتي قام بها يزيد , والذي كان يعمل بدافع الحقد على الإسلام وكان يبتغي اقتلاع شجرة الإسلام الحنيف من خلال القضاء المبرم على هذه العائلة المحمدية , حيث مدرسة الاسلام المحمدي الاصيل , فأمر شراذمته بسبي حرم رسول الله صلى الله عليه واله والتنكيل بهن  بكل الوسائل التي وقعت في يدة المغلوله . 
ومن هنا كان الانقلاب الحقيقي التي ظهرت معالمه في الكوفة حيث بادرت أم المصائب بإلقاء خطبتها الرائعة التي كانت تعد حقيقة تدميراً لكل أركان الوجود الأموي في عقول الناس , مما أسس إلى اثر عقائدي جديد في مدينة الكوفة التي تحولت إلى كعبة للعقيدة الاسلاميه الصحيحة فيما بعد ...
وهكذا نجد الأثر الذي كانت تتركه العائلة المحمدية على طول الطريق المؤدي إلى العاصمة الامويه دمشق , والتي شهدت انهيار كل أركان الباطل  وبكل أشكاله وألوانه ومسمياته حيث كانت الخطابات التاريخية التي انبرى بها كل من جبل الصبر العظيم أم المصائب والرزايا زينب عليها السلام وسيد الساجدين وخير العابدين الإمام علي ابن الحسين عليه السلام , بمثابة تدمير لكل الأهداف التي كان يسعى إليها يزيد من قتله للحسين فكان الانقلاب على هذه الأهداف والغايات الامويه ينطلق من قلب الوجود الأموي ألا وهو قصر يزيد وبيته.
إذ ان زوجة يزيد هي أول من أقام العزاء على استشهاد الإمام الحسين رغم انف يزيد , وليس معنى إقامة العزاء هو البكاء على الحسين فقط بل إن الغاية هي ما وراء الدموع حيث التغيير العقائدي الحاصل والمعرفة المتجددة لأهل البيت الذين استطاعوا من بعد الثورة الحسينية التأسيس لدولة الإسلام الحقيقي التي أرادها الله .
دوله حدودها من تخوم الأرض إلى عنان السماء وشعبها كل أولائك المؤمنين الذين لا يسمعون ولا يطيعون غير الإمام المفروض الطاعة من عند الله .
 شعب ثابت في إيمانه , قوي في عزيمته , ونرى أعظم تجليات ذلك في الزحف المليوني خلال الزيارات السنوية التي يؤديها أفراد هذا الشعب الذي اختاره الله على العالمين , ليكونوا حملة لرسالة السماء حتى يأتي اليوم الموعود لتثبيت أركان هذه الدولة من خلال اجتثاث بقايا الباطل , واقتلاع كل أشجار الشيطان المتبقية على وجه الأرض .
هذا اليوم هو يوم أتمام المهمة التي ابتدئها أبي عبد الله الحسين وعياله من بنات رسول الله والتي يسير على تحقيقها شيعتهم اليوم , ولتبدأ مسيرة جديد بقيادة الإمام المهدي في رحلة العاشق إلى المعشوق ......

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق