الحجاب وكرامة المرأة
كثيراً ما تحدثنا عن أهمية الحجاب ومحاولة إثباته عن طريق القران والسنة التي لاغبار عليها ولكن المشكلة هي في الفهم الخاطئ للحجاب أو بالأحرى الالتفاف على صيغة الحجاب وكأن قانون الحجاب هو قانون وضعي مؤسساتي تفرض عقوبات ماديه دنيويه على من لا يطبقه
إن هذه النظرة السطحية للحجاب إنما تدل على أن الناس أو المجتمع يمر بحاله من الخلل الكبير في فهم حقيقة الحجاب الإسلامي بل في فهم حقيقة الإسلام ككل , نعم هناك خلل فكري وحاله من الانهزامية الثقافية يعيشها مجتمعنا الإسلامي
فنجد الفتيات يعملن بكل ما أتيحت لهن الفرص من اجل العمل على تقريم الحجاب وإخراجه من الغاية التي وضع لأجلها والتحول به من كونه احد مظاهر العقيدة الاسلاميه إلى موروث بالي أكل عليه الدهر وشرب وانه لابد وان يخضع لتطورات الموضة العالمية وان يحاكي التطور التكنولوجي والحضاري الجاري في العالم !
ومن هنا بدأت حالة الانهيار في ركائز الحجاب الإسلامي الحقيقي
فقد ظهرت على السطح في الآونة الأخيرة أشكال غريبة عجيبة من الموضات النسائية تسمى عباءات ولكن ليس لها من العباءة سوى اسمها التي يعرف بها ولونها الأسود ولكن في واقعها لا تحمل دلالات العباءة ولا تحقق الهدف المرجو منها حيث عادة ما تكون مطرزة بتطريزات ملونة ومخرزة بخرز مزين يتلألأ من بعيد
حتى في الأماكن المظلمة، ووصل الأمر أن بعضها يبدو وكأنه لوحة فنية تصلح للتعليق لا للبس
وهذه العباءة المزركشة التي أصبحت حقّا كـفستانِ ليلة فرح
لا بل إن بعضهن تجاوزن مرحلة العباءة المزركشة وأصبحن يرتدين الجينز والقميص مع غطاء الرأس !!؟؟
لا ادري هل إن شعر الرأس أكثر اثاره من الجسد الملون بألوان القماش الملتصق عليه ؟
ومن هنا بدأت الضربات توجه إلينا من فرنسا والدنمارك وعامة الدول الاوربيه في حربها المعلنة على الحجاب
فكيف لنا أن نقنعهم بان الحجاب رمز عقائدي يمثل الطاعة المطلقة لله إذا كانت بناتنا ترتدي الأكياس اللصيقة وتغطي رأسها بقطعة قماش ملونه بألوان زاهية تسميها حجاب !!
وكيف لنا أن نواجه الغرب الذي يسل سيف الاباحيه من اجل هدم الإسلام من خلال هدم مجتمعاته ,إذا كانت دولنا الاسلاميه والتي تنضوي تحت لواء منظمة المؤتمر الإسلامي تمنع الحجاب في مؤسساتها الرسمية وتركيا خير مثال على ذلك فكيف لنا أن نحاججهم ونتهمهم بمحاربة رموزنا العقائدية ؟
وهنا مسؤولية كبيره على عاتق المسلمين جميعاً وعلى عاتق أبناء مذهب الحق أبناء سيدة نساء العالمين
وهو العمل على الوقوف على حقيقة الحجاب وعدم السماح للغرائز البشرية من أن تستولي علي هذه الحقيقة وتعمل على إعادة صياغتها بالشكل الذي يرضي الله أولاً وتحقيق الغاية التي وجد الحجاب من اجلها والتي يجب أن تتحقق فيها الشروط الاتيه
1- لا تشف ولاتصف جسم المرأة.
2- خالية من الزركشة والزينة والألوان
3- واسعة بحيث لا تظهر شكل الجسم.
نعم علينا أن ننتفض لأخلاقنا أخلاق محمد وعلي وفاطمة أخلاق زينب والحسين , نعم الم يكسر ضلع سيدتنا الزهراء عليها السلام من اجل أن لايراها احد من الرجال الذين اقتحموا بيتها الم تكن السيدة زينب عليها السلام في وسط الحرب وحرمت من الماء واستشهد أهلها من الرجال التي كانت تستند إليهم وبعد ذلك حرقت خيامهم وضربت وسلبت ومع كل هذه المحن والمصائب التي لو جرت على الرجال الأبطال لفقدوا عقولهم ومع هذا لم تتخلى كعبة الرزايا عن حجابها
إذن علينا أن نكون أهلاً لحمل الرسالة التي آمنا بها بعد أن تفضل الله علينا بمعرفته ومعرفة أوليائه
فعلينا أن لا نكفر بهذه النعمة التي سوف يحسدنا عليها أهل السماوات والأرض في يوم المعاد وان لا نجلب الشين والهوان إلى رموزنا المقدسة وأولهم فاطمة الزهراء عليها السلام
ولنتساءل, مانفع ديننا الذي نختزنهُ بقلوبِنا ,إن لم نكن نصوِّره للعالم لكي يروا كيف هو ديننا وكيف هي حشمتنا, كيف أنه علمٌ وإيقان وعمل
نعم فالحجاب أكثر من كونه ستر لكامل جسد المرأة الطاهرة الكريمة
بل هو سلاحنا القوي بوجه شياطين الإنس والجن والتي تعمل ليلاً ونهاراً من اجل الانقضاض علينا
فيا أختاه ويا سيدتاه
كوني لنا عوناً في هذه المعركة ولا تكوني علينا مثلبة يطعننا منها المنافقون